العناوين:

الدكتور القطوي : أزمة فرنسا المزمنة ...

الدكتور القطوي : أزمة فرنسا المزمنة ...

الاتحاد برس :

الدكتور القطوي : أزمة فرنسا المزمنة ...


 


الاتحاد برس-  متابعات 


د.كمال القطوي


 


ماكرون يقول إن الإسلام ديانة تعيش  أزمة!


ولكن الحقيقة أن الظاهرة الفرنسية تعيش أزمة حماقة في تاريخها الطويل، إذ ((الكيان الفرنسي مزيج نادر من الحماقة والتطرف)).


 


فحين نشبت الحروب الصليبية، كانت الدول الأوروبية تجهز  الحملات الصليبية بشكل جماعي  لمهاجمة المشرق الإسلامي، باستثناء فرنسا الحمقاء التي  أرسلت حملة فرنسية مستقلة، فكان مصيرها أن سقط ملك فرنسا لويس التاسع أسيراً في دار ابن لقمان بمنصورة مصر.


... 


 


وحين تملص الإنجليز من الاستبداد المحلي بذكاء وفاتورة أقل من الدماء، كان الفرنسيون يقتلعون الملكية بوحشية مفرطة، وقطعت مقصلة الثورة الفرنسية أكثر من ٤٠ ألف رأس، من الملكيين أولا ثم من الثوار!


رغم أن فرصة إقامة ملكية دستورية كانت قائمة، لكن العقل الأحمق رفض التعاطي معها. 


... 


 


وحين قاد نابليون فرنسا، اجتاح بهم معظم دول أوروبا ليخلف وراءه ١٢ مليون قتيل، ثم مني بهزيمة ساحقة أخرجت جيش فرنسا من المعادلة الأوروبية. 


... 


 


وحين اعتنق بعض سكان فرنسا المذهب البروتستانتي المسيحي ثار الشعب عليهم وقاموا بتقطيع رؤوسهم بالفؤوس مع أطفالهم وأسرهم،.


 


وبعد الثورة الفرنسية تركوا الدين بالمرة و انتحلوا العلمانية المتوحشة فصاروا النموذج الأكثر تطرفا بين العلمانيات الغربية، في حين زاوجت بريطانيا بين العلمنة والدين دونما تجريف تام. 


... 


 


وفي تجربتهم الاستعمارية اهتم الإنجليز بامتصاص ثروات الشعوب، بينما أخذت الحماقة فرنسا لفرض لغتها وثقافتها على البشر، ومن ثم إبادة كل من يقاوم ذلك، فتركوا جروحا عميقة لا تندمل مع الزمن. 


... 


 


وحين هزم الحلفاء ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، اقترح الإنجليز شروط استسلام معقولة يوقعها الألمان المنهزمون، ولكن فرنسا الحمقاء أبت إلا أن تذل ألمانيا باتفاقية فرساي المخزية؛


مما خلق غضباً ألمانيا فتح الطريق أمام صعود النازية التي احتلت فرنسا في أيام معدودة، وتسببت بمقتل ٦٠ مليونا. 


... 


لقد خرجت دول أوروبا بخبرة صناعية كبيرة عقب الحرب العالمية الثانية، بينما اختارت الحماقة الفرنسية ساحة أفريقيا لمواصلة النهب المستمر، حتى أن (جاك شيراك) دعى لتنويع مصادر الدخل القومي لفرنسا، لأن أغلبه (٣٠٠ مليار دولار سنويا) عبارة عن نهب منظم يأتي من أفريقيا! 


.... 


 


تتوغل الشركات الأمريكية بدهاء في دول العالم، بينما تستخدم الشركات الفرنسية سواطير قبائل الهوتو لذبح ٨٠٠ ألف من قبائل التوتسي في "رواندا"كي يفسحوا الطريق للشركة الفرنسية الناهبة. 


والنتيجة طرد الشركة الفرنسية، وسمعة دولية ملطخة بالمجازر البشعة. 


 


.. 


 


كل دول أوروبا تتعايش مع مظاهر الإسلام بشيء من الامتعاض، باستثناء حمقى فرنسا، الذين يستقبلون في البرلمان كل ممثلي الأديان باستثناء امرأة مسلمة محجبة! 


... 


 


اليوم لا تزال الحماقة والتطرف يعشعشان في ذهن نخبة  فرنسا، ولا أدل على ذلك من هذا الأرعن الذي نراه يدس أنفه في قضايا كثيرة أكبر من حجمه وحجم دولته، ولكن المخيال الإمبراطوري البائد لا يزال يداعب متطرفي فرنسا، لتنتج المزيد من الحماقات!