العناوين:

عطوان : هل يفعلها “الرّفيق” كيم ويَرُد على أمريكا بصواريخه الباليستيّة النوويّة العابِرة للقارّات؟ ولماذا اختار ابنته التي ظهرت للمرّة الأولى إلى جانبه بحذائِها الأحمر؟ وما دور صدّام والقذّافي في تعاظم قُوّته العسكريّة؟

الاتحاد برس :

متابعات - عبدالباري عطوان: 


 


 


هل يفعلها “الرّفيق” كيم ويَرُد على أمريكا بصواريخه الباليستيّة النوويّة العابِرة للقارّات؟ ولماذا اختار ابنته التي ظهرت للمرّة الأولى إلى جانبه بحذائِها الأحمر؟ وما دور صدّام والقذّافي في تعاظم قُوّته العسكريّة؟


 



 


عندما يتوعّد الرئيس الكوري الشّمالي كيم جونغ أون بأنّ ردّه سيكون حازمًا وبالقنابل النوويّة، إذا تعرّضت بلاده إلى هُجومّ نوويٍّ أمريكيّ، ويُرفِق هذا التّهديد بإطلاق صاروخ باليستي قادر على حمل عدّة رؤوس نوويّة وعابرة للقارّات مداه 15 ألف كيلومترًا، فإنّ هذه الرّسالة القويّة يجب أن تُؤخذ بعين الاعتِبار من قبل الإدارة الأمريكيّة لأنّ هذا الرّجل لا يمزح، ويقول ويفعل، ويُؤمن بالنظريّة التي تقول “لا يفلّ الحديد إلا الحديد”.


الرئيس كيم لا يثق بالولايات المتحدة ولا يأمَنُ جانبها، ومعه الحق، فهي تتواجد في قواعدٍ نوويّةٍ في جارته الجنوبيّة، حيث يتواجد فيها أكثر من 25 ألف جندي أمريكي ولهذا لم يُفرّط مُطلقًا بأسلحته النوويّة وتجاربه الصاروخيّة الباليستيّة، ويَرُد على المُناورات العسكريّة الأمريكيّة بإجراءِ مُناوراتٍ لا تقلّ ضخامةً عنها، ولا يعبَأ بوجود القاذفات الأمريكيّة “B.1.B”، وطائرات “إف 35” (الشّبح) طالما بقي الزّر النّووي في جيبه.


كوريا الشماليّة أجرت سلسلةً من المُناورات أشرف عليها الرئيس كيم بنفسه، وظهَر للمرّة الأُولى مُمْسِكًا بيد ابنته، وخليفته، وهو يتقدّم صاروخ “هواسونغ” عابِر القارّات ويُمكن أن تصل رؤوسه النوويّة المُتَعدّدة إلى كُلّ بُقعه من الأراضي الأمريكيّة.


الرئيس كيم تعلّم من دُروس أمريكا في العِراق وليبيا، فبُمجرّد أن تخلّى الرّئيسان صدّام حسين ومعمر القذّافي عن طُموحاتهما النوويّة ووافقوا على تدمير أسلحة الدّمار الشّامل في حوزتهما، أقدمت الولايات المتحدة على غزوهما وإسقاط نظاميهما، وحوّلت بلديهما إلى دُوَلٍ فاشلةٍ تعمّ الفوضى في أرجائهما، ولهذا لم يُوقِف كيم تجاربه النوويّة والصاروخيّة، ورفض كُلّ التّهديدات والمُغريات التي حملها إليه الرئيس الأمريكي السّابق دونالد ترامب أثناء لقائهما في سنغافورة، وهانوي، وقد أصاب.



 
ad

أمريكا وعندما قصفت مدينتيّ هيروشيما ونجازاكي بقُنبلتين نوويّتين وبعد انتهاء الحرب العالميّة الثانية، كرَدٍّ انتقاميٍّ ترهيبيٍّ على تدمير الطّائرات الانتحاريّة اليابانيّة لأُسطولها في قاعدة بيرل هاربر دفعت بكُلّ خُصومها إلى الرّدع النووي، وكوريا الشماليّة وروسيا والصين على وجه الخُصوص، وستلحق بهم إيران قريبًا.


هذا الرّجل، أيّ كيم جونغ أون، يستمدّ قُوّته من حليفه وداعمه في بكين، ومن إرادته القويّة، ولعلّ تكثيفه لمُناوراته الصاروخيّة في الأيّام القليلة الماضية، وإطلاق ما يَقرُب من عشرة صواريخ حلّقت في الأجواء الكوريّة الجنوبيّة واليابانيّة، كان دُرّة تاجها الصّاروخ “هواسونغ” العابِر للقارّات، بات يُشَكّل شوكةً مُؤلمةً في حلق الولايات المتحدة، ونِدًّا قويًّا لها في شرق آسيا، وحامِيًا لشعبه من أيّ عُدوان.


ومثلما علّمه والده كيم جونغ آيل الشّجاعة، والإرادة القويّة، وتحصين بلاده بالرّدع النووي، واختَاره من بين إخوته، ها هو يُكرّر السّيناريو نفسه مع ابنته التي ظهرت صُورتها للمرّة الأولى وهي تسير إلى جانبه خلف وأمام الصّاروخ النووي العابِر للقارّات بمِعطَفها الأبيض وحِذائها الأحمر.


خِتامًا نقول إن أهميّة وخُطورة كيم جونغ أون لا تكمن فقط في أسلحته النوويّة، وصواريخه الباليستيّة، وإنّما أيضًا في جُرأته وتحدّي أمريكا وأتباعها في شرق آسيا، وعدم تردّده في نقل تكنولوجيا الصّواريخ والمُسيّرات والخُبرات النوويّة إلى أعدائها، وأصدقائه وحُلفائه في الوقت نفسه في مِنطقة الشّرق الأوسط، واسألوا الإيرانيين.


في ظِل وجود قادة مِثل تشي جينبينغ في الصين، وفلاديمير بوتين في موسكو، وكيم جونغ أون في بيونغ يانغ، فإنّ هذا يعني بداية النّهاية للعصر الأمريكيّ المُتَغطرِس، وجرائمه في العالم بأسره.


 


“رأي اليوم”