العناوين:

مخاوف ابن‌ سلمان تجبره على الاستعانة بالمرتزقة الباكستانية

الاتحاد برس متابعات :

مخاوف ابن‌ سلمان تجبره على الاستعانة بالمرتزقة الباكستانية 


 


 


 


بقلم: عبد العزيز المكيكشف


 


 


الجيش ‌الباكستاني، في بيان رسمي له، في 17/2/2018، حقيقة نشر عدد من القوات‌ الباكستانية داخل حدود المملكة ‌السعودية، وتحديداً على الحدود ‌اليمنية، في ظل استمرار الاشتباكات مع الحوثيين والجيش اليمني. وأكد البيان الذي نقله موقع (داون) الباكستاني، انه تم نشر عدد من القوات داخل حدود ‌المملكة‌ العربية ‌السعودية، وذلك ضمن اتفاقية موقعة بين الجانبين السعودي والباكستاني بشأن الدفاع المشترك. وأضاف الموقع الباكستاني، بأن وصول القوات الباكستانية إلى السعودية قد جاء بالتنسيق بين الجانبين وذلك من أجل أن يقوم أفراد الجيش‌ الباكستاني بتدريب بعض الجنود‌ السعوديين وتقديم الاستشارات لهم، مشيراً إلى أن هذا القرار بعد ما اجتمع السفير ‌السعودي في باكستان نواف سعيد المالكي مع الجنرال قمار باجوا، وذلك داخل مقر قيادة الجيش بالعاصمة إسلام آباد ليتفق الطرفان على إرسال قوات باكستانية إلى السعودية، وهذا يأتي وفقاً للوضع الأمني الحالي في الخليج في إشارة غير مباشرة إلى مأزق النظام السعودي في العدوان على الشعب اليمني.


 


وأكد الموقع‌ الباكستاني (داون) أنه من ‌المتوقع أن يتواجد قائد‌ الجيش ‌‌الباكستاني في الرياض خلال الأيام المقبلة من أجل أن يجتمع مع كلا من وزير الدفاع وولي عهد المملكة محمد بن سلمان. وكان الجنرال باجوا زار السعودية أول الشهر الجاري، والتقى ببن سلمان وبفهد بن تركي بن عبدالعزيز، وهي ثاني زيارة يقوم بها قائد الجيش‌الباكستاني للملكة خلال شهرين.


 


يشار إلى أن السعودية، كانت تبذل المساعي من أجل إشراك باكستان في العدوان على اليمن، واستخدام كل وسائل الاغراء المالي والنفوذ في الأوساط الباكستانية، ومنذ أن رأى ابن سلمان، أن العدوان لا يمكنه حسم الحرب على اليمن خلال أيام أو أسابيع معدودة على أكثر تقدير، كما كان يتوقع في البداية، غير أن البرلمان الباكستاني صوت ضد إرسال تلك القوات، وأجهضت حينها المساعي السعودية. أما أن يوافق الباكستانيون على إرسال قواتهم إلى السعودية اليوم، فهذا يفسره الكاتب والصحفي الأمريكي (توم روجان) في مقال له على صحيفة " الواشنطن إيكسامنر بسببين، الأول، حرص الباكستانيين على بقاء ولاء ابن سلمان لباكستان لأنه سيكون الملك القادم في السعودية، والثاني: تغيّر قادة الجيش الباكستاني ممن يقفون بصف بن سلمان...وأنا أضيف سبباً آخراً وأساسياً، وهو أن ابن سلمان وعد بأموال طائلة لباكستان من جهة، ولهؤلاء الجنرالات أي جنرالات الجيش‌ الباكستاني، بشكل خاص.


 


ومهما تكن أسباب ودوافع إرسال باكستان لقواتها، ألتي أشارت بعض الأوساط‌الباكستانية إلى أنها تزيد على ال800عنصر عسكري، مع كامل أسلحتهم، فأن ما سبق وان قاله موقع (دوان) الباكستاني أن هذه القوات جاءت للتدريب والاستشارة الحربية، هو مجرد تضليل محض، لأن السعودية لديها من المدربين والاستشاريين العسكريين والأمنيين من الأمريكيين والإسرائيليين ما يقدر عددهم بالآلاف، بل يشارك بعضهم في القتال ضد الحوثيين، النظام السعودي في غنى عن المدربين والاستشاريين الباكستانيين، إذن هذه القوة الباكستانية جاءت للدفاع عن عرش آل سعود، واعتقد أن مهمتها تنحصر في أمرين هما :


 


1- الدفاع عن نظام ابن سلمان..بعد اهتزاز الوضع الأمني والاقتصادي في السعودية نتيجة سياسات ولي العهد الطائشة، فبعد هذه الهزة بات ابن سلمان يشك بولاء القوات ‌السعودية، وبات يتوقع قيام الأمراء أو أحدهم بانقلاب عسكري لإزاحته وأبيه والقضاء عليهما، وما عزز هذا الخوف عند ابن سلمان، هو تعرضه لمحاولة اغتيال من قبل ضباط في الحرس‌الوطني الذي كان يرأسهُ الأمير متعب بن عبد الله، أثناء تواجده في قصر السلام في جدة، ثم التحدي الذي قام به عدد من الأمراء أمام قصر الحكم في الرياض وتطور المواجهة إلى تبادل إطلاق النار مع قوات السيف الأجرب الخاصة بحماية ابن سلمان تحديداً، والتي هرعت بأمر من ابن سلمان لاحتواء موقف الأمراء المتمردين.


 


2- خوف بن سلمان من احتمالات فقدان محافظات نجران وعسير وجيزان، والتي هي الأصل محافظات يمنية، نتيجة التقدم والقضم المستمر للحوثيين، الذي بات يسيطر الآن على عمق أكثر من 40 كم ابتداء من الحدود ‌اليمنية داخل عمق هذه المحافظات، ذلك في ظل فشل ذريع للقوات ‌السعودية من الحرس الوطني ومن غير الحرس الوطني، وهزائمها المنكرة أمام عزيمة المقاتل اليمني، لدرجة أن الملك سلمان منح الجنود ‌السعوديين المرابطين في تلك المناطق علاوات مالية إضافية من أجل البقاء في خنادق المواجهة والصمود، إلا أن ذلك لم يؤثر فيهم، ولم يقلل من حالات الهروب وترك جبهات ‌القتال، وترك الأسلحة ‌المتطورة ليسيطر عليها اليمنيين.


 


وعندما استعان النظام السعودي بالمرتزقة اليمنيين من الجنوب وبمرتزقة الجيش السوداني، كانت النتيجة مخيبة لآمال ابن سلمان، إذ ألحق الحوثيون بهذه القوات هزائم منكرة بعد تعرضها للابادة مرات عديدة، مما دفع هذا الجحيم بمرتزقة اليمن الجنوبيين الى الفرار وترك الجبهات، الأمر الذي سهل من مهمة التقدم والقضم للحوثيين.


 


وتجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن الكثير من المراكز البحثية‌ الأمريكية والغربية المختصة بقضايا وشؤون الأمن والحروب، والى أن الكثير من الخبراء الأمنيين والعسكريين في أمريكا والدول‌ ‌الغربية، كانوا قد توقعوا في تحاليلهم ودراساتهم حول العدوان‌ السعودي على اليمن...بأن الحوثيين يمكن أن يسيطروا على محافظات عسير ونجران وجيزان، وبالتالي يشكل تهديدا‌ً ‌مباشراً، ليس لاستقرار المملكة وحسب، بل لوجود نظام آل ‌سعود نفسه، وهو ما ضاعف من مخاوف وقلق ابن سلمان، ودفعه للضغط على الباكستانيين من أجل إرسال هذه القوات- وبالطبع فأن استعانته بهذه القوات يؤشر إلى جملة معطيات مهمة نذكر منها ما يلي:


 


1. عجز العدوان عن حسم المعركة عسكرياً، على عكس ما يروجه الإعلام ‌السعودي، وجنرالات الجيش ‌السعودي ومرتزقته من اليمنيين وغير اليمنيين، فهؤلاء يروجون ومعهم قنوات سعودية عديدة، منها ‌العربية، أن "الحوثيون" يلفظون أنفاسهم الأخيرة !! و" أن هزيمتهم باتت حتمية "! وما إلى ذلك من أمثال تلك المقولات، التي تتكرر على ألسنة السعوديين وإعلامهم منذ بدء العدوان على اليمن وحتى اليوم!! ما يعني ذلك زيف الإعلام السعودي، وتضليله للحقيقة حول مجريات الواقع، وكذلك زيف ما يصرح به المسؤولون السعوديون حول انتصاراتهم في الميدان. فجلب القوات الباكستانية والاستعانة بها يكشف بالدليل‌ القاطع عجز العدوان وهزيمته في المعركة مع الحوثيين.


 


2. يحاول النظام السعودي من خلال توريط النظام الباكستاني في العدوان على الشعب اليمني، خداع الرأي العام‌‌ العربي والإسلامي، أن لهذا العدوان بعداً إسلامياً، لتعزيز مقولة النظام السعودي، انه " يشن هذه الحرب من أجل الدفاع من السنة " في مواجهة إيران، ذلك وصولاً إلى توظيف هذه المقولة في توريط أطراف أخرى مثل ماليزيا أو غيرها... هذا من جانب ومن جانب آخر، يحاول النظام بتوريط الباكستان التخلص من الحرج، أي من حرج تحمل الهزيمة لوحده أمام اليمنيين، فهو يريد توزيع الهزيمة على أكثر من طرف، بدلاً من انحصارها في الجانب‌ السعودي.


 


3. إن استعانة النظام السعودي بالجيش الباكستاني، تعني أن هذا النظام سوف يخصص الأموال الطائلة لتغطية نفقات عمليات نقل وتموين هذه القوة الباكستانية، كما ولتغطية حقوق أفراد هذه القوة شهرياً أسوة بالمرتزقة الآخرين، فضلاً عن الأموال الطائلة التي سلمت للحكومة ‌الباكستانية، ولجنرالات جيشها، ومن شأن ذلك كله، وغيره، أن يشكل ضغطاً جديداً على الاقتصاد‌ السعودي، يضاف إلى ضغوط الشفط الترامبي للأموال ‌السعودية، والى نفقات الحرب على اليمن التي تقدر بحسب صحيفة ميدل ايست آي البريطانية ب200 مليون دولار يومياً، أي ثلاثة مليارات دولار شهرياً...ما يعني ذلك عملية استنزاف متواصل ومتفاقم للاقتصاد في هذه المملكة التي يقودها ابن سلمان إلى المهلكة.


 


على أن الجيش ‌الباكستاني ارتكب خطأً فادحاً بهذا القرار، لأن مصير أفراده الذين بعث بهم إلى السعودية سيكون مثل مصير أفراد الجيش‌ السوداني الذين بعث بهم عمر البشير إلى اليمن لمساعدة السعودية، حيث أبيد المئات من هؤلاء الجنود، وشوهد العشرات منهم على شاشات التلفزة ‌اليمنية وهم صرعى في ساحات المواجهة مع الحوثيون، والأخطر بالنسبة للجيش‌ الباكستاني، هو أن كل التوقعات تؤشر إلى أن اليمن سيكون فيتنام السعودية، وهذا ما صرح به بعض كبار الخبراء العسكريين ‌الأمريكيين والمحللين الغربيين، بأن نتيجة هذه الحرب الفشل الذريع للسعودية، وذلك ما أشارت إليه أيضاً صحيفة الاندبندنت البريطانية في عددها ليوم 12/2/2018حيث أكدت أن محاولات ابن سلمان للتأثير في الأحداث في كل من لبنان وقطر جاءت في معظمها بنتائج عكسية، وان تورطه في الحرب باليمن بلغ من الجمود بمكان حتى بدأ يشار إليها على أنها فيتنام السعودية.


 


يضاف إلى ذلك، أن وحدة الاستخبارات لمجموعة الايكونوميست البريطانية، وهي أكبر الشركات الاستخبارية التابعة للقطاع الخاص في العالم في أحدث تقاريرها، أن الحرب في اليمن من المتوقع استمرارها حتى عام 2022.


 


هذا فضلاً عن التناغم الباكستاني مع ابن سلمان، والاستجابة إلى مطالبه يعنيان، أن باكستان سوف تكون شريكة لسياسات هذا الرجل‌ الأحمق، فكل التقارير‌ الغربية تؤكد انه أحمق ومتهور ويقود مملكته إلى المهلكة، فكانت المخابرات الألمانية أكدت هذا الأمر، كما أكده الكثير من الخبراء والأمريكيين والبريطانيين، ومن الصحفيين أيضاً، وفي آخر توصيف لأبن سلمان وليس أخيره، اعتبر الكاتب الأمريكي الشهير في 17/2/2018 سيمون هندرسون، أن ابن سلمان مُضلّلِ ولا تثقفوا بكلامه وحديثه عن الإصلاحات وعن الإسلام المعتدل والعودة بالمملكة إليه، كل ذلك تضليل وغير صحيح، أي انه كذاب ولا يمكن الوثوق به، ولهذا فأن انسياق الباكستان مع هذا الرجل سوف يكلف باكستان وشعبها الكثير من الأضرار والأخطار التي هي في غنى عنها، والتي يمكن أن تكلفها سمعتها وعدم احترامها من قبل الشعب‌ اليمني المظلوم، بل ويمكن أنه يكلفها ذلك أخطاراً أمنية، خصوصاً إذا يتعرض جنودها إلى الإبادة مثلما يحصل لبقية المرتزقة في جبهات القتال على الساحة اليمنية