العناوين:

هذا ما قاله وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في إحاطته في مجلس الأمن حول اليمن

الاتحاد برس :

 


هذا ما قاله وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في إحاطته في مجلس الأمن حول اليمن


 


 


وصف وكيل اﻷمين العام للامم المتحدة للشؤون اﻹنسانية ومنسق اﻹغاثة الطارئة مارك لوكوك في إحاطته في مجلس اﻷمن الدولي، اﻷوضاع اﻹنسانية في اليمن بالقاتمة .


وقال مارك لوكوك " أصبحنا نخسر المعركة ضد المجاعة، بتدهور اﻷوضاع بطريقة مقلقة في اﻷسابيع اﻷخيرة، قد نقترب اﻵن من نقطة تحول وبعد ذلك سيكون من المستحيل منع وقوع خسائر كبيرة في اﻷرواح نتيجة المجاعة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد ." وأشار في إحاطته أمس اﻷول، إلى أن اليمن يمر بأسوأ


أزمة إنسانية في العالم، ودمرت خلالها بنيته التحتية وشرد المﻼيين من ديارهم بحثا عن سبل العيش بعد أن تم تدمير الخدمات العامة وشهد اليمن ما يٌعتقد أنه أسوأ تفشي لوباء للكوليرا في العالم على اﻹطلاق، ترافق ذلك مع انهيار اقتصادي .


ولفت وكيل اﻷمين العام للامم المتحدة للشؤون اﻹنسانية ومنسق اﻹغاثة الطارئة، إلى أنه لم يعد لدى ملايين اليمنيين أي مصدر دخل منتظم بما في ذلك أسر المعلمين والعاملين في مجال الصحة وقطاع المياه والصرف الصحي وغيرهم من الموظفين العموميين الذين لم يحصلوا على رواتب منتظمة لعامين .


وأضاف " أصبح نحو 18 مليون شخص، بما في ذلك نسبة كبيرة من أطفال اليمن، يعانون من انعدام اﻷمن الغذائي، وأكثر من ثمانية ملايين منهم يعانون من اﻻنعدام الشديد للامن الغذائي، ما يعني ذلك هو أن هؤﻻء الناس ﻻ يعرفون من أين سيأتون بوجبتهم التالية، وهم بحاجة إلى مساعدات غذائية طارئة من أجل البقاء على قيد الحياة .


" ولفت إلى أنه على بالرغم من كل هذه اﻷمور بقيت اﻷوضاع اﻹنسانية مستقرة وتم تجنب أسوأ احتماﻻت الخسائر في اﻷرواح حتى اﻵن خلال هذا العام وذلك بسبب أن هذه اﻷزمة اﻷسوأ في العالم قد جذبت انتباه أكبر جهود اﻹغاثة اﻹنسانية في العالم وأكثرها فعالية .


وفيما يتعلق بالمستجدات أوضح لوكوك أن هناك عاملين جديدين يهددان عمليات اﻹغاثة، اﻷول التدهور اﻻقتصادي الملحوظ، والذي يعزى إلى انخفاض قيمة الريال اليمني بنحو 30 في المائة في الشهر الماضي أو نحو ذلك .


وقال " وبما أن معظم اﻷغذية المستهلكة في اليمن هي مستوردة، فإن هذا اﻻنخفاض في قيمة العملة ينعكس مباشرة في زيادة حادة في أسعار المواد الغذائية لحوالي 10 ملايين يمني من الذين يعانون من انعدام اﻷمن الغذائي والذين ﻻ تصلهم اﻹغاثات ."


وأضاف " لقد رأينا بالفعل جيوبا من الظروف الشبيهة بالمجاعة، بما في ذلك الحاﻻت التي يأكل فيها الناس أوراق اﻷشجار ﻷنها لم تعد تمتلك أي شيء يمكن أن تقتات به .." مشيرا إلى أن التقديرات تشير إلى أن 5 ر 3 مليون شخص آخرين سينضمون قريبا إلى ثمانية ملايين شخص يعانون حاليا من اﻹنعدام الشديد للامن الغذائي .


وبين أنه مما يضاعف كل ذلك فإن انخفاض قيمة الريال ومشاكل الوصول يؤديان إلى زيادات غير مسبوقة في أسعار الوقود ..


وتابع " فريقي المتواجد ميدانيا على اﻷرض أفاد أمس أن الناس ينتظرون في طوابير طويلة تصل إلى كيلو متر في محطات البنزين ومع تضاعف أسعار البنزين هذا اﻷسبوع، فقد ارتفعت تكاليف النقل، وأصبح الوصول إلى منشأة صحية أو الفرار من القتال أمرا ﻻ تستطيع العديد من اﻷسر تحمله دون مساعدة خارجية ."


وأوضح وكيل اﻷمين العام للامم المتحدة للشؤون اﻹنسانية، أن الواردات التجارية من المواد الغذائية والوقود لم تسترد بعد عافيتها بعد اﻹغلاق الذي جرى في نوفمبر الماضي، ولم يصل حجم واردات الوقود في سبتمبر سوى إلى ثلث ما كانت عليه في أغسطس المنصرم، وانخفضت الواردات الغذائية التجارية من 410 آﻻف طن متري في مايو إلى 280 طن متري في شهر أغسطس، وهو ما يشكل انخفاض بنسبة 30 بالمائة .


وقال " وفي ظل اهتزاز ثقة شركات الشحن والنقل البحري، الذي ظهر في انخفاض طلبات التصريح بنسبة 35 بالمائة منذ اﻹغلاق، فإن أي صدمات أخرى يمكن أن تضيف إلى المعاناة اﻹنسانية اﻷساسية بطريقة يمكن أن تؤدي ببساطة إلى إرباك قدرات المنظمات اﻹنسانية ."


وأكد لوكوك، أن اﻷمر الثاني الذي يهدد عمليات اﻹغاثة اشتداد القتال في اﻷسابيع اﻷخيرة حول مدينة الحديدة كونه يخنق شريان الحياة الذي تعتمد عليه العمليات اﻹغاثية واﻷسواق التجارية .


وأضاف " إن المكونات المختلفة المتمثلة في مينائي الحديدة والصليف اللذين تصل إليهما معظم الواردات الغذائية، والطرق الموصلة من الموانئ إلى المراكز السكانية الكبيرة في شمال وغرب البﻼد، والمنشآت في المدينة التي يتم فيها طحن الحبوب قبل نقلها إلى مراحل ﻻحقة، جميعها تشكل البنية التحتية اﻷساسية التي ﻻ يمكن استبدالها والتي تعتمد عليها العمليات اﻹغاثية والواردات التجارية ."


وتابع " أصبح اﻵن الطريق الرئيسي الرابط بين الحديدة وصنعاء وهو الشريان الرئيسي الذي يستخدمه المستوردون التجاريون والمنظمات اﻹنسانية لنقل السلع من الموانئ وإلى السكان في مختلف أنحاء البلد، مغلقاً في اﻷيام اﻷخيرة بسبب القتال وشهدت الطرق اﻷخرى أضرار بالغة وزيادة في أوقات النقل وبالتالي في الكلفة على المنظمات اﻹنسانية والشركات الخاصة ."


وبين أن مطاحن البحر اﻷحمر في الحديدة، والتي تحتوي حاليا على 45 ألف طن من الحبوب استوردها البرنامج العالمي للاغذية وهي كمية تكفي ﻹطعام ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص، لم يعد باﻹمكان الوصول إليها في اﻵونة اﻷخيرة .


وقال " من غير الواضح على اﻹطلاق أن التكثيف اﻷخير في العمليات القتالية أدى إلى أي انتصارات، ومع ذلك، فمن الواضح وبشكل جلي وتام أن الخاسرين هم ملايين اليمنيين ومعظمهم من النساء واﻷطفال، الذين أصبحوا يعيشون وأرواحهم على أكفهم ."


وخاطب مجلس اﻷمن قائلا " أعلم أن بعض اﻷشخاص يوّدون الحديث حول على من ينبغي أن يقع اللوم جراء الموقف الذي وصلنا إليه اﻵن، وهذه هي المسألة الخطأ التي علينا البحث فيها اليوم، أما المسألة الفعلية فهي من يمكن أن يقوم بأي شيء للمساعدة في تفادي الكارثة الوشيكة ."


 


وحول اﻻستجابة اﻹنسانية قال لوكوك " وبينما نستمر في الدفع تجاه توسيع نطاق اﻻستجابة اﻹنسانية، فالمنظمات اﻹنسانية ببساطة غير قادرة على تلبية احتياجات 29 مليون يمني , فمن غير الممكن تحقيق هذا اﻷمر، نطلب من مجلس اﻷمن تقديم الدعم في ثلاث نواحٍ رئيسية لمنع اﻹنهيار التام وحماية أرواح ملايين اﻷشخاص اﻷشد ضعفا ."


وأشار إلى أن أول هذه الجوانب اتخاذ تدابير فورية لتحقيق اﻻستقرار في اﻻقتصاد ودعم سعر الصرف ويشمل ذلك سيولة لﻼستخدام لدى البنك المركزي وتنفيذ اﻻلتزامات الممتدة طويلا لدفع رواتب القطاعات العامة الرئيسية في جميع أنحاء البلد، حتى تتوفر لدى المزيد من الناس اﻷموال الكافية لشراء المواد الغذائية والحفاظ على استمرارية اﻷسواق التجارية التي ﻻ يمكن لوكاﻻت اﻹغاثة أن تحل محلها، وذلك للابقاء على هذه اﻷسواق تنبض بالحياة .


وأكد في نفس الوقت على تجنب اتخاذ أي تدابير في السياسات من شأنها أن تضر أكثر بالثقة الهشة بالفعل للمستوردين التجاريين أكثر مما هو حاصل .


وأضاف " يجب على كل فرد له مصلحة في ذلك أن يحترم التزاماته بحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية ويسهل الوصول للفئات الضعيفة، علينا اﻹبقاء على جميع المنافذ مفتوحة، علينا اﻹبقاء على جميع الطرق الرئيسية مفتوحة، وأن نبقيها فعالة، ونحافظ عليها آمنة ." ومضى بالقول " شريان الحياة الذي تمر عبره عمليات اﻹغاثة مغلق اﻵن بخيط رفيع ."


وطالب جميع اﻷطراف التوصل إلى حلول عملية للقضايا اﻷساسية، بما في ذلك فتح جسر جوي للمدنيين الباحثين عن العلاج خارج اليمن بسبب اﻷمراض التي لم تعد قابلة للعلاج داخل البلد .. ﻻفتا إلى أن ذلك يمهد الطريق لفتح مطار صنعاء . واختتم لوكوك إحاطته قائلا " يتعين على اﻷطراف اﻻلتفاف حول مائدة التفاوض واﻻنخراط بجدية مع جهود المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة في مسار إيجابي تجاه تحقيق السلام .