الاتحاد برس كتب/ كامل المعمري :
القوات المسلحة اليمنية تقتحم سباق التسلح في التكنولوجيا الفرط صوتية: ماذا يعني ذلك للتّوازنات الاستراتيجية؟
إعلان القوات المسلحة اليمنية عن إدخال صاروخ جديد فرط صوتي حاطم 2 إلى ترسانتها العسكرية، والذي ينتمي لفئة الصواريخ الباليستية المضادة للسفن يمثل تطورًا نوعيًا في قدراتها الهجومية البحرية.
الخصائص التقنية للصاروخ يمتاز الصاروخ الجديد بعدة خصائص متقدمة تجعله سلاحًا فعّالًا ضد السفن الكبيرة والمتوسطة الحجم، وكذلك التشكيلات البحرية المختلفةومن بين هذه الخصائص الصاروخ يعمل بنظام ذكي وبالوقود الصلب ولديه قدره على المناورات ويعني ذلك ان الصاروخ لديه قدرات متقدمة منها:
التحليق على ارتفاعات عالية
يتبنى الصاروخ مسارًا في الفضاء القريب، مما يتيح له تجاوز معظم أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية التي تعتمد على اعتراض الصواريخ على ارتفاعات منخفضة أو متوسطة.
الصواريخ الباليستية الفرط صوتية الحديثة تعتمد على تقنيات متقدمة في الطيران والتحليق، ومن بين هذه التقنيات القدرة على التحليق على ارتفاعات عالية جداً، غالباً في الفضاء القريب (المنطقة الواقعة بين الغلاف الجوي للأرض والفضاء الخارجي). هذا النوع من المسارات يتيح للصواريخ تجاوز قدرات معظم أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية.
الفضاء القريب يُعرَّف على أنه المنطقة التي تبدأ من حدود الغلاف الجوي للأرض، حوالي 100 كيلومتر (62 ميل) فوق سطح الأرض، وتصل إلى حوالي 1000 كيلومتر (620 ميل) في هذه المنطقة، تكون كثافة الهواء منخفضة جداً، مما يقلل من مقاومة الهواء ويسمح للصواريخ بالتحليق بسرعات عالية جداً.
الصواريخ الباليستية التقليدية تتبع مساراً قوسياً يأخذها إلى ارتفاعات عالية جداً قبل أن تعود إلى الغلاف الجوي لضرب الهدف كذلك فان التحليق في الفضاء القريب يمنح الصواريخ ميزة الاستفادة من الفراغ الفضائي لتحسين السرعة والمدى.
معظم أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية، مثل منظومات الدفاع الجوي متوسطة وقصيرة المدى (مثل منظومة باتريوت)، مصممة لاعتراض الصواريخ والطائرات على ارتفاعات منخفضة إلى متوسطة. التحليق على ارتفاعات عالية يمكن الصواريخ الفرط صوتية من تجاوز نطاق هذه الأنظمة بكفاءة.
لأنه وفي الفضاء القريب، تكون مقاومة الهواء شبه معدومة، مما يسمح للصواريخ بالحفاظ على سرعات فرط صوتية دون التأثر بشكل كبير بالاحتكاك الهوائي. هذا يزيد من سرعة الصاروخ ويجعل اعتراضه أكثر صعوبة بالاضافة الى أن التحليق على ارتفاعات عالية يعقد عمليات الكشف والتتبع باستخدام الرادارات التقليدية التي تكون موجهة نحو الأهداف ذات الارتفاعات المنخفضة إلى المتوسطة وبالتالي فإن تقنيات الرادار الحديثة تواجه تحديات كبيرة في تتبع الصواريخ التي تتحرك بسرعة عالية وفي مسارات باليستية معقدة.
مثل هذه الصواريخ لديها قدره في التكيف مع التحصينات الدفاعية كون التحليق في الفضاء القريب يسمح للصواريخ بالتحايل على الأنظمة الدفاعية الأرضية أو البحرية التي تكون مخصصة لاعتراض الأهداف عند اقترابها من السطح كذلك بالتحليق في الفضاء القريب، يمكن للصواريخ الدخول إلى نطاقات غير محمية أو ضعيفة الدفاع.
ولعل السرعات العالية التي تتحرك بها الصواريخ الفرط صوتية تعني أن أنظمة الدفاع لديها وقت ضيق جداً لاكتشاف الصاروخ، او في تتبعه، واعتراضه قبل أن يصل إلى هدفه.
وهنا يمكن القول ان القدرة على التحليق على ارتفاعات عالية تمنح الصواريخ الفرط صوتية ميزات تكتيكية واستراتيجية تجعلها أسلحة فعالة ضد الأهداف البحرية والبرية المحمية بأنظمة الدفاع التقليدية. هذه القدرة تعكس تقدمًا تكنولوجيًا كبيرًا وتضع تحديات جديدة أمام الأنظمة الدفاعية العالمية، مما يتطلب تطوير حلول مبتكرة لمواجهة هذه التهديدات المتطورة.
السرعة الفائقة