العناوين:

عطوان : هل أوقفت دول الخليج الغنية مساعداتها لحلفائها في مصر والأردن بشكل نهائي؟ ولماذا لم تتجاوب قمة أبو ظبي السداسية حتى الآن لمطالب القاهرة وعمّان في هذا المضمار؟ وما الدافع لطرح هذه الأسئلة الآن؟

الاتحاد برس :

الاتحاد برس- متابعات اعلاميه 


 


 


هل أوقفت دول الخليج الغنية مساعداتها لحلفائها في مصر والأردن بشكل نهائي؟ ولماذا لم تتجاوب قمة أبو ظبي السداسية حتى الآن لمطالب القاهرة وعمّان في هذا المضمار؟ وما الدافع لطرح هذه الأسئلة الآن؟


 



 


مر أكثر من أسبوع على إنعقاد مؤتمر القمة السداسي التشاوري في أبو ظبي عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة بحضور قادة أربع دول خليجية، الى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ولم يصدر حتى الآن أي تصريح او بيان يكشف عن السبب الحقيقي لهذا الانعقاد، والقرارات التي تم اتخاذها في ختام أعماله، سياسية كانت او اقتصادية، الأمر الذي يطرح الكثير من الأسئلة، ويمهد لخلافات بينية كبرى، وربما تغيير خرائط التحالفات القائمة حاليا.


القمة التي غابت عنها كل من السعودية والكويت انعقدت بشكل أساسي من أجل إنقاذ كل من مصر والأردن من الازمة المالية الخانقة التي تمر بها حكومتا البلدين، خاصة مصر التي طالب صندوق النقد الدولي دول الخليج بتقديم منح او قروض عاجلة لها بقيمة 14 مليار دولار فورا لتمكينها من تسديد فوائد قروضها السنوية للصندوق حتى يتمكن من تقديم قروض أخرى، ويبدو ان هذا الطلب لم يلق أي تجاوب حتى الآن، مما ينبئ بتطورات مخيفة في الفترة المقبلة، خاصة بعد الانخفاض الكبير في قيمة الجنيه المصري، والغلاء الفاحش الذي ترتب على ذلك.


السيد حسن نصر الله امين عام “حزب الله” تساءل في خطابه الأخير عن أسباب عدم دعم حكومات خليجية لمصر والأردن اللتين تقفان في محور الاعتدال ووقعتا مبكرين “اتفاقات سلام” مع دولة الاحتلال وتقيمان علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الامريكية، وتواجهان أزمات اقتصادية متفاقمة؟ وقامت عليه الدنيا ولم تقعد بعد ذلك بسبب ذلك.


هذا التساؤل مشروع، وفي مكانه، ولم تقدم قمة ابو ظبي، ودولها، أي إجابات عملية عليه، مما يعني ان الدول الخليجية الثرية لم تعد تعير أي اهتمام لهذه الدول، ولا ازماتها الاقتصادية مثلما كان عليه الحال طوال العقود الماضية، خاصة ان الدورين المصري والأردني الإقليميين تراجعا خاصة في الميدانيين الأمني والعسكري، وجاءت اتفاقات “سلام ابراهام” لتلغي دورهما، وتفتح طريق “اوتستراد” مباشر الى القدس المحتلة، وفي وضح النهار.



 
ad

السيد محمد بن جدعان وزير المال السعودي كشف عن تحول خطير ومفاجئ اثناء مشاركته في منتدى دافس عندما كشف سياسة سعودية جديدة تحتم اجراء إصلاحات اقتصادية جذرية اذا ارادت الدول ان تطلب وتحصل على مساعدات مالية من بلاده، فزمن إعطاء منح وودائع مليارية قد ولّى الى غير رجعة، حسب رأيه.


الرسالة واضحة جدا تقول مفرداتها ان الإصلاح أولا، والقضاء على الفساد الذي يتربع اجرائه على قمة شروط الدول الخليجية المانحة، أي ان هذه الدول باتت تتبنى شروط صندوق النقد الدولي، ان لم تكن أخرى أكثر شراسة فهل تتجاوب الدول المعنية مع هذه الشروط؟ وهل انتهى زمن الودائع والمنح المجانية الى غير رجعة؟


ما يدفعنا للخوض في هذا الموضوع وطرح الأسئلة الآنفة الذكر المتعلقة به، هو ما حملته الينا وكالات الأنباء اليوم من تظاهرات واعتصامات امام المصرف المركزي اللبناني في بيروت للتعبير عن حالة الغضب السائدة في البلاد من جراء انخفاض سعر الليرة الى اقل من 56 الف ليرة مقابل الدولار، وارتفاع فاحش للأسعار، وانهيار كامل للخدمات، وتفشي الجوع والفقر في أوساط اكثر من 90 بالمئة من المواطنين اللبنانيين، واختفاء الطبقة الوسطى كليا.


 نفهم ان لبنان وسورية تعانيان من الجوع والفقر بسبب الحصار الأمريكي، في الأولى، أي لبنان، بسبب وجود المقاومة وصواريخها، وفي الثانية، أي سورية، لرفضها الركوع للشروط الامريكية والتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن ما لا نفهمه هو التجويع الأمريكي لمصر والأردن رغم توقيعهما اتفاقات “سلام”، ودعم كل المشاريع والحروب الامريكية في المنطقة؟


افيدونا افادكم الله.


 


“راي اليوم”