العناوين:

أهمية الحج وخطورته على الأعداء ...

الاتحاد برس :

أهمية الحج وخطورته على الأعداء ...


 


الاتحاد برس- متابعات اعلاميه 


===========


 


الحج إلى بيت الله الحرام الركن الخامس من أركان الإسلام . وهو من الأركان التي تمنح الإنسان المسلم الطاقة والعزيمة وتجديد المعنوية ورفعها ذلك أن فيه من المشاعر والمأثر من بعد أبونا إبراهيم (ع ) وابنه إسماعيل (ع) وامه هاجر ومن قبل ذلك أثار عن أبونا آدم عليه السلام إضافة إلى بيت الله الحرام والكعبة الشريفة ألتي وضعت للناس مثابة وأمنا وجعلت قبلة المسلمين في جميع أنحاء الأرض .وفيه من الآيات والمعاني الروحية ما يجعله مؤهلا لأن يكون مناسبة لاجتماع المسلمين ودراسة مشاكلهم والتوصل لقرارات تؤمن المجتمع المسلم وتحرسه من مكائد ومؤامرات الأعداء .


 


الحج تظاهرة كبرى تنعقد سنويا في مكان مقدس من أطهر وانجع الأماكن على وجه البسيطة .ترتبط فيه مشاعر الانسان بالله سبحانه وتصفو في تلك الأيام بعد أن يكون قد حصل على جرعة من العضة والعبرة من الأنبياء السابقين ومن التذكر لتلك المناسك التي ترتبط أساسا بأحداث ظهرت فيها آيات الله الدالة على قدرته ومعونته للأنبياء والسابقين وهم في مضمار الدعوة والتبليغ عن الله ومنهم رسولنا الكريم( ص) وأصحابه في مكة أو حولها أو كذلك في المدينة المنورة . وكذلك بعض الصور المحفوظة في الأماكن والجبال المحيطة بمكة والتي توحي لزوارها بحجم المعاناة التي لاقاها السابقين في الإسلام مع رسولنا الكريم (ص) أو مع من سبقه من اباءه الكرام واجداده حتى نبي الله إسماعيل (ع) وابوه إبراهيم( ع) في بداية اسكانه بواد غير ذي زرع .


 


تنتظم تلك المناسك مع المشاعر المقدسة في عرفات أو منى أو رمي الجمرات التي تلخص كلها ما مضى من حياة الأنبياء وبما تمد الحاج والزائر لتلك الأماكن من فيوض المشاعر الربانية التي تربط الإنسان بربه وتقوي ارتباطه بالله الكريم وبما تعطيه من دافع معنوي للتمسك بنهج الأنبياء والمرسلين بدءا بأبونا آدم (ع )ومرورا بأنبياء الله تعالى إبراهيم وإسماعيل (ع ) وصولا الى النبي محمد (ص) ذلك أن الإسلام هو دين الله الخالد منذ خلق آدم (ع) وهم سلسلة واحده لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا .


 


ولكل مكان هناك قصة توحي بمغزى معين يرفد ذهنية الإنسان المسلم بما يجعله مرتبطا بالله وانبياءه وتزيد من تمسكه بدينه وتشعره بانه ضمن سلسلة طويلة من المؤمنين بالله بدءا بأدم (ع) .


 


الحج بلغة السياسة هو اجتماع سياسي بامتياز ومؤتمر سنوي يمكن المسلمين من الاجتماع من جميع الامصار ويمكن أن تطرح فيه جميع المسائل والقضايا المختلفة لدراستها ومناقشتها والخروج بحلول لكل ما يطرح .


 


ويعد من المقومات الأساسية للوحدة والتكامل الإسلامي على مختلف الصعد ومن أسباب قوة المسلمين واجتماع موقفهم وتوحد كلمتهم ومن أهم الركائز التي تقوم عليها السياسة الخارجية للدولة الإسلامية حيث يمكن أن يستغل لإرسال الرسائل لكل أعداء الامه ويمكن الاعداد فيه للحرب والسلم وخلق وبلورة رؤى قائمة على أساس الحج الإسلامي بحيث تعقد الرايات للحرب للقيادات المؤهلة من أي بقعة من بقاع الأرض الإسلامية .


 


الحج كدعوة الاهية يحضر فيه جميع المقتدرين الى المشاعر المقدسة طواعية وبرغبة ملحة للالتحام بالهبات الإلهية واقتطاف لحظات الصفاء وخلو البال ونفض الذنوب والتخلص منها والتماس رحمة الله وعفوه ومغفرته تسفر عن إجتماع كبير وحشد يكون الوحيد على مستوى العالم وهو اجتماع له ثقله على كل المستويات ويمكن تسويق نتائجه وايصاله الى مختلف أقطار العالم في أقل وقت وله من المهابة والحضور في قلوب أعداء ما يشكل تحديا حقيقيا للأعداء وقد فرضه الله سبحانه وهو أعلم بالنفوس وبما يترتب على مثل ذلك الاجتماع من الوزن والهيبة الحقيقية للمسلمين ما يغنيهم عن الدخول في صراعات مسلحة مع أكثر من طرف من أعداء الله واعداء المسلمين . وفيما لو توفرت القيادة الحكيمة التي تستطيع استغلال ذلك الحدث من موقع الشعور بالمسؤولية لكانت اغنت الامة عن الكثير من الحروب والصراعات الدامية و لحافظت على تقدمها وتوسع نفوذها واعتماد وسائل وأساليب دينية إسلامية لكل المشاكل والنزاعات في مختلف دول العالم بدل أن تكون دولا مشرذمة ومتفرقة .


 


الحج عنوان كبير لإمكانية الوحدة الإسلامية وتشكيل نموذج راقي نابع من معطيات الدين الإسلامي ووضوح قيمه ومبادئه الخالدة القائمة على أساس العدل والقسط بين الناس ونشر المحبة والتعاون وإزالة الشر واسبابه وتحجيم قوة وسلطة الطاغوت وفرض العدل الإلهي كخيار مناسب لجميع البشر على الكوكب.


 


يعرف الأعداء وبالأخص اليهود قيمة الحج كعبادة وموسم اجتماع ومؤتمر سنوي بدعوه الاهية وأثر المشاعر المقدسة على طهارة ونقاء نفوس الحجاج وتعلقهم بالله سبحانه وبدينة وانبياءه (ع) واستعدادهم للانخراط في أي عمل يرضي الله سبحانه فيما لو بقي على أصله ولم يخرج عن مغزاه ولم تنحرف أهدافه وتُزيف اغراضه فعملوا على جعله عادة سنوية خاصة بالإنسان بمفرده إضافة الى تعزيز الانقسام بين المذاهب الإسلامية وتعزيز روح الفرقة بينهم كما انهم زادوا من تسلط المذهب الوهابي الذي يبعد الحجاج عن التأمل في اثار الأنبياء والصحابة الاولين واكتساب الطاقة الإيجابية من ذلك كله . كما حجموه وقللوا من شأنه وحاولوا جعله من الأشياء الثانوية عبر تقنين أعداد الحجاج وفرض اتاوات عليهم مقابل خدمات لا تصل اليهم .


 


كما أنهم عمدوا الى طمس الاثار وازالتها وحولوه الى مناطق تجارية تخدم مصالحهم التجارية ويظهر من رفع بيوتهم وفنادقهم وتطويلها أكثر من الكعبة نفسها .


الحج بماله من اثار على قوة الدولة والأمة الإسلامية جعله اليهود هدفا لكل مكائدهم حتى لا يبقى له أي أثر على الامة وتعمل مع الحكومة السعودية في هذه الغضون الى جعله مزارا مقدسا ومقصدا للسياح كغيره من الاثار المتبقية في المملكة لليهود او للقبائل البائدة في الجزيرة العربية على غرار الأماكن المقدسة للهندوس في الهند وغيرها وهذا لعلمهم بما له من أثر قوي على وحدة وتماسك المسلمين وقوتهم.


 


العملاء يشتغلون على ترجمة أهداف اليهود وجعلها حقيقة لا مناص منها وسط تخاذل وتفكك في الصف الإسلامي وزيادة التشظي والخصومة بين أبناء الامة الواحدة حتى وهم على صعيد عرفات وفي ساحة واحده تحرص على أن يبقوا متفرقين ومتناحرين لان الحج قد يكون الامل الأخير لعامة المسلمين في الوحدة والقوة في عالم يزداد فيه المنكر ويزداد فيه القهر ويزداد فيه الباطل قوة .


 


بقلم / ضيف الله صالح أبو غيدنة