العناوين:

تناقض أم تراجع؟ تصريحات لشيخ الأزهر عقب حديث لمحمد بن سلمان تثير الجدل في مصر

تناقض أم تراجع؟ تصريحات لشيخ الأزهر عقب حديث لمحمد بن سلمان تثير الجدل في مصر

الاتحاد برس :

 


تناقض أم تراجع؟ تصريحات لشيخ الأزهر عقب حديث لمحمد بن سلمان تثير الجدل في مصر 


 


 


 


 


بعد مرور أكثر من عام على نقاش محتدم بشأن تجديد الخطاب الديني بين شيخ الأزهر أحمد الطيب، ورئيس جامعة القاهرة محمد عثمان الخشت، أعلن الطيب عن تصريحات بدت مختلفة عما كان متمسكا به قديما.


 


ففي يناير من العام الماضي، انقسم المدونون بين مؤيد لتجديد الخطاب الديني ومعارض له بعد النقاش المثير بين الطيب والخشت، خلال مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي.


 


وحينها اختلف شيخ الأزهر مع رؤية الخشت الذي كان أستاذ فلسفة في جامعة القاهرة قبيل أن يصبح رئيسا لها، بشأن "تجديد التراث الإسلامي".


 


وكان الخشت يشدد على ضرورة تجديد التراث الديني بما يتناسب مع مقتضيات العصر الحديث، مطالبا بـ"تأسيس بناء جديد بمفاهيم حديثة" لتحقيق "عصر ديني جديد".


 


أما شيخ الأزهر، فقد شدد على أهمية التراث الذي "خلق أمة كاملة"، وسمح للمسلمين "بالوصول إلى الأندلس والصين".


 


وأضاف الطيب، وقتها، قائلا: "الفتنة الحالية سياسية وليست تراثية".


 


 


وكان الطيب دخل أكثر من مرة في سجال علني مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن عدة قضايا، من بينها تجديد الخطاب الديني. 


 


وفي برنامجه الذي يذاع حاليا تحت اسم "الإمام الطيب"، بدت حديث شيخ الأزهر مغايرا لموقفه المتشدد السابق بشأن التمسك بالتراث.


 


ففي الحلقة الـ16، قال شيخ الأزهر إن "من أهم العوامل التي شكلت ما يشبه العوائق على طريق التجديد؛ عدمُ التفرقة بين ما هو ثابت وما هو متغير، وأن صيغة معينة من الصِّيغ الفقهية في العصور الخوالي، اكتسبت شرعية الثبوت وشرعية استبعاد الصيغ الأخرى التي تحقق ذات المقصد، لا لشيء إلَّا لأن هذه الصيغة استحسنها نظام اجتماعي معين".


 


وأشار أحمد الطيب في الحلقة الـ17 إلى أن "التجديد الدائم في التراث هو المنوط به بقاء الإسلام دينا حيا متحركا ينشر العدل والمساواة بين الناس، والتراث حين يتخذ من التجديد أداة أو أسلوبا يعبِّر به عن نفسه يشبه التيار الدافق، والنهر السيال الذي لا يكف لحظة عن الجريان، وإلا تحول إلى ما يشبه ماء راكدا آسنا يضر أكثر مما يفيد".


 


 


وأضاف الطيب في الحلقة الـ18، قائلا: "إن الدعوة لتقديس التراث الفقهي، ومساواته في ذلك بالشريعة تؤدي إلى جمود الفقه الإسلامي المعاصر، نتيجة تمسك البعض بالتقيد -الحرفي- بما ورد من فتاوى أو أحكام فقهية قديمة كانت تمثل تجديدا ومواكبة لقضاياها في عصرها".


 


 


وتعليقا على ذلك، قال سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، في تصريحات تلفزيونية، أن تصريحات الطيب تمثل بالتأكيد نوعا من التغير، "لكن الريادة تعود للرئيس السيسي عندما تحدث عن ضرورة تجديد الخطاب الديني، ثم البطل العظيم المغوار والنجم والقمر الساطع في سماء العالم العربي ولي العهد السعودي الأمير بن سلمان"، على حد وصفه.


 


وبدأت أولى حلقات "الإمام الطيب" التي تحدثت عن التراث بعد يوم من تصريحات مماثلة لـ بن سلمان قال فيها إنه فيما يتعلق بالجوانب الشرعية، فإن الحكومة السعودية ملتزمة بتطبيق نصوص القرآن الكريم والأحاديث المتواترة، الأمر الذي نظر إليه البعض باعتباره تخلي السعودية رسميا عن التقيد ببعض ما ورد في التراث الإسلامي.


 


 


وأكد بن سلمان، خلال لقاء تلفزيوني، أنه لا عقوبة على شأن ديني إلا بنص قرآني واضح أو حديث.


 


ودلل على ذلك بقوله: "يعني لو ضربنا مثل بالزنا، فالزاني غير المحصن يُجلد، والزاني المحصن يُقتل، وهذا نص واضح".


 


 


 وأوضح أنه عندما يأتي شخص ليطبق عقوبة بحجة أنها عقوبة شرعية بينما لا يوجد لها نص في القرآن أو السنة يعد تزييفا للشريعة.


 


"نوع من التغير"


 


وأظهرت هذه التصريحات المتزامنة تباينا في مواقف رواد التواصل الاجتماعي من الخطاب الديني والتراث الإسلامي.


 


 


فقد أشاد فريق من المغردين بحديث شيخ الأزهر، بينا اعترض فريق آخر على ما ورد به.


 


 


وقال الهلالي، خلال مداخلة مع برنامج يقدمه الإعلامي عمرو أديب: "حديث شيخ الأزهر عن تجديد الفكر الديني نوع من التغير".


 


 


وعندما سأله أديب "هل ترى تحولا في خطاب شيخ الأزهر؟"، رد قائلا: "بالتأكيد"، مشيرا إلى أنها بداية تصحيح حقيقي وعودة للواقع الذي يجب أن يكون، على حد قوله. 


 


وأضاف "الخطاب الديني كان يفتقد الخطاب والأمانة، وعاد الصدق والأمانة في الخطاب الديني بتوضيح هذا الأمر"، مشيدا بالحلقات 16، و17 و18 و19.


 


 


وفيما يتعلق بسبب تغير حديث الطيب عما كان عليه عند النقاش مع رئيس جامعة القاهرة، قال الهلالي: "الإمام كان يقول في هذا الوقت إن إهمال التراث بأكمله ليس تجديدا وإنما إهمالا".


 


وعلق رئيس جامعة القاهرة على حديث الطيب، بقوله: "أسجد لله شكرا، لا أحصى ثناء عليه سبحانه".


 


 


وعلى تويتر، تساءلت مها سراج "أين التناقض في تصريحات شيخ الأزهر عن مواقفه السابقة، لم ينطق كلمة ضد التراث تحدث عن فتاوى لمن ليسوا من أهل العلم. هو ماحدش سمع الفيديو؟!!".


 


 


أما محمد أبو حامد الذي انتقد سابقا "رؤية الشيخ الأزهر للتطوير"، قائلا إنه لا يمتلك "نية حقيقية لأخذ خطوات جادة"، فقد قال تعليقا على التصريحات الحديثة: "نتمنى أن تكون تصريحات فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الأخيرة هي بداية عملية لوضع الأزهر استراتيجية متكاملة لتجديد الفكر والخطاب والديني".


 


 


الحرة - دبي