الاتحاد برس :

الاتحاد برس - متابعات 

للمرة الثانية على التوالي خلال يومين، يسجل الدكتور بشار الجعفري موقفاً تاريخياً غير مسبوق لسوريا وحلفائها في #مجلس_الأمن.. 

في المرة الأولى وصف الجعفري أعداء سوريا في مجلس الأمن بـ (جوقة المنافقين) موجهاً كلامه إليهم مباشرةً مقتبساً عن الأديب الروسي الكبير دوستويوفسكي:

" اطمئنوا الجحيم يتسع للجميع.. الأمرُ لا يستحق كل هذه المنافسةِ الشرسة بينكم على من سيكون الأسوأ..".. 

وفي جلسة اليوم 24 شباط 2018، مندوبة الولايات المتحدة نيكي هايلي هددت سوريا بعمل عسكري..، وبكل هدوء ورصانة وجرأة وجّه إليها الجعفري تهديداً مباشراً متوعداً بضرب القوات الأمريكية الغازية والانتصار عليها في #سوريا..، تهديدٌ يكاد يكون إعلاناً لسقوط الهيبة الأمريكية وأوهام القطب الواحد..

قبل تاريخ جلسة اليوم، لم تسجل جلسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن موقفاً أكثر جرأةً من موقف الزعيم السوفييتي " نيكيتا خروتشوف " في الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة في  12 تشرين الأول 1960، رغم أنه لم يكن تهديداً للولايات المتحدة بالرغم من احتدام الخلاف بين البلدين في تلك الفترة قبيل أزمة خليج الخنازير في كوبا، بل كان انفعالاً شديداً أبداه خروتشوف أثناء كلمة رئيس الوفد الفيليبيني سولينزو سومولونغ الذي كان ينتقد السياسة الخارجية للاتحاد السوفييتي في أوروبا الشرقية.. وقف خروتشوف بعصبيّة وغضب في مقعده المخصص للوفد السوفييتي وطلب من رئيس الجلسة توجيه تنبيه إلى سومولونغ لخروجه عن الأعراف، لكن سومولونغ تابع دون اكتراث، فلوّح خروتشوف قبضته غاضباً ثم رفع حذاءه وضرب به الطاولة التي أمامه..

أما اليوم.. فلا شك أن موقف الجعفري سوف يعتبر الأشد وقعاً في تاريخ الأمم المتحدة، وسوف يتذكره العالم لزمن طويل كما سيتذكر صمود سوريا المذهل وصلابة مواقفها السيادية وجسارة جيشها المقدس، وسيشهد هذا العالم قريباً هزيمة قوات الولايات المتحدة في سوريا وطردها على نحوٍ أشد مهانةً وإذلالاً مما جرى لها في لبنان وفي العراق وفي فييتنام من قبل..

.

د. مضر بركات