العناوين:

عطوان : ما هي النقاط السبع التي تضمنتها اطلالة “أبو عبيدة” احتفالا بـ200 يوم من صمود “القسام” وحلفائها؟ ولماذا تنتظره الملايين ويصبح اسمه الأكثر شيوعا للمواليد الجدد؟ وهل تتحرك “الساحات” بطرق اقوى تلبية لمناشدته في خطابه الأخير؟

عطوان : ما هي النقاط السبع التي تضمنتها اطلالة “أبو عبيدة” احتفالا بـ200 يوم من صمود “القسام” وحلفائها؟ ولماذا تنتظره الملايين ويصبح اسمه الأكثر شيوعا للمواليد الجدد؟ وهل تتحرك “الساحات” بطرق اقوى تلبية لمناشدته في خطابه الأخير؟

الاتحاد برس :

متابعات : الاتحاد برس 


 


عبدالباري عطوان:


 


 


تنتظر الملايين إطلالات المجاهد “أبو عبيدة” الناطق الرسمي باسم كتائب القسام على أحر من الجمر لعدة أسباب، أولها، ان خطاباته قصيرة مختصرة، وثانيها، إتيانها بالجديد من الاخبار الجيدة رافعة المعنويات حول إنجازات المقاومة في ميادين مواجهة الاحتلال، وثالثها، انه لا يبحث عن شهرة ولا تجذبه الأضواء، فهو ملثم يخفي جميع ملامحه، والاستثناء الوحيد هو صوته المجلجل الذي يرفع الهمم، ويعزز روح الصمود والمقاومة.


 


***


 


في كلمته المسجلة التي القاها مساء اليوم (الثلاثاء) بمناسبة مرور 200 يوم على بدء الحرب في قطاع غزة، وصمود المقاومة وانتصارها، أشار الى عدة محطات رئيسية:




الأولى: طالب بتصعيد الفعل المقاوم بأشكاله كافة، وفي جميع الساحات، مما يوحي بأن الأيام والاسابيع المقبلة، ستشهد تصعيدا في ميادين المواجهة.




الثانية: تأكيده على ان العدو ما زال عالقا في رمال غزة، ولم يحصد الا الخزي والعار والهزيمة ولم يستطع ان يحقق الا المجازر الجماعية والتدمير والقتل، وان بقاءه او خروجه سيكون مكلفا في الحالين.




الثالثة: إعادة التأكيد على ان الضغوط العسكرية على كتائب المقاومة لن يدفعها الا الى الثبات على مواقفها، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني بالكامل، ولا تتوقعوا أي تنازلات مطلقا.




الرابعة: حركة حماس لن تتراجع مطلقا عن شروطها بإنسحاب القوات الإسرائيلية الغازية من القطاع، ورفع الحصار، وعودة جميع النازحين الى ديارهم، وبدء عملية الاعمار فورا، وانها باقية وتتجذر.




الخامسة: التنويه بالرد العسكري الإيراني (الوعد الصادق) المتمثل في إطلاق 360 صاروخا ومسيّرة، مما ادى الى وضع قواعد اشتباك جديدة وارباك حسابات العدو.




السادسة: الإشارة بتقدير كبير الى المقاومة المتصاعدة ضد الاحتلال في الضفة الغربية، ووصفه حالة رد الفعل الهستيرية من قبل الاحتلال بأنها تأتي انتصارا للمقاومة، وتعكس حالة الارتباك واليأس في صفوف العدو.




السابعة: التقدير والشكر لكل الساحات العربية التي دعمت وتدعم “طوفان الأقصى” شعوبا وفصائل، وخص بالذكر لبنان واليمن والعراق.




ان تصمد كتائب المقاومة في قطاع غزة 200 يوم، وامام رابع أكثر الجيوش قوة في العالم والمدعوم من دول عظمى مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وهي لا تملك الدبابات ولا القبب الحديدية، ولا البوارج الحربية، ولا طائرات “الإفات” بكل أنواعها واكثر من 560 الف جندي، فهذا انتصار كبير وغير مسبوق، في أي مكان آخر في العالم، ويبعث على الفخر والاعتزاز.


المقاومة في القطاع المحاصر المجوّع هي التي أطاحت بقائد المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وأجبرت دولة الاحتلال على سحب جميع كتائبها وألويتها هربا وتقليصا للخسائر، ودمرت اسطورة الردع الإسرائيلي، وزلزلت قواعد المشروع الصهيوني، واجتثت جذوره، من حقها، والملايين من أنصارها الاحتفال بمرور 200 يوم من الصمود والمقاومة، وإفشال جميع خطط العدو، وبث حالة الذعر والرعب في صفوف مستوطنيه وداعميه.


بفضل كتائب المقاومة وصمودها في القطاع، ووحدة الساحات، أصبحت ايران “دولة مواجهة”، وتحول اليمن الى دولة عظمى تتصدى دون خوف او تردد للأساطيل البحرية العسكرية والتجارية الامريكية، اما الجليل الأعلى والادنى في الشمال الفلسطيني المحتل فتحول الى كتلة من اللهب، دفعت اكثر من ربع مليون من مستوطنيه الى الهرب بفعل صواريخ ومسيّرات “حزب الله” الذي يخوض حرب استنزاف طويلة النفس انطلاقا من جنوب لبنان، وها هي صواريخ ومسيّرات المقاومة الإسلامية في العراق تدخل الميدان بقوة، وتقصف القواعد الامريكية في العراق وسورية، ومستوطنة ايلات، ومطار حيفا، ومنصات غاز العدو في حقل “كاريش”.


“ابو عبيدة” الذي اصبح اسما طاغيا لمواليد جيل النصر في مختلف انحاء العالمين العربي والإسلامي، باتت اطلالاته فألا يبشر بالنصر وعودة روح الكرامة الى امة محمد وإيقاظها من سباتها العميق.


 


***


 


نختم بما قاله الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم الثلاثاء محذرا “إسرائيل” بأنها ستختفي من الوجود اذا شنت هجوما على الأرض الإيرانية، ولن يبقى أي شيء اسمه “الكيان الصهيوني” في اول تصريح له اثناء بدء زيارته لجارته الباكستانية.


هل تجرؤ هذه “الاسرائيل” على مهاجمة ايران او سفاراتها او مستشاريها داخل أراضيها او خارجها؟ بعد “الوعد الصادق”، وإكمال “طوفان الأقصى” المئتين يوم من الصمود، الاجابة بـ”لا” كبيرة.


طالما المجاهد يحيى السنوار ومستشاريه يقودون المعركة البطولية ومن قلب القطاع، وطالما “أبو عبيدة” يغرد بقصائد الانتصار بين الحين والآخر، فهذا يعني ان “العصر الإسرائيلي” انتهى ونشوء عالم عربي جدي عنوانه المقاومة، والشهادة على ركامه.. والقادم أعظم.