العناوين:

صحيفة عطوان تعلق على معركة الحديدة وتهديدات أنصارالله "تفاصيل"

صحيفة عطوان تعلق على معركة الحديدة وتهديدات أنصارالله

الاتحاد برس متابعات :

صحيفة عطوان تعلق على معركة الحديدة وتهديدات أنصارالله "تفاصيل"


 


 


رأت صحيفة رأي اليوم الصادرة من لندن ويرأس تحريرها الكاتب عبدالباري عطوان أن معركة الحديدة الوشيكة ستكون عاملا رئيسيا في تحديد مستقبل الحرب اليمنية سلما أو حربا.


وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها التي اطلع عليها المراسل نت يوم الثلاثاء، إلى أنه “من المستبعد أن ترفع حركة أنصار الله الأعلام البيضاء استسلاما، لأن الشيء الأبرز الذي يجيده مقاتلونها، وربما الوحيد، هو القتال أولا، والقتال عاشرا”.


الاتحاد برس.. ينشر نص افتتاحية صحيفة رأي اليوم:


يبدأ منتصف ليل الأربعاء العد التنازلي لهجوم كبير تعد له السعودية والإمارات يستهدف ميناء الحديدة اليمني يمكن أن يؤدي حسب تقديرات الأمم المتحدة إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم.


التحالف العربي الذي تقوده السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة حشد آلاف المقاتلين ومئات الدبابات، تحت مسمى المقاومة اليمنية، يضم ثلاث قوى غير متجانسة، أولها قوات العمالقة الجنوبية التي تدربها وتسلحها الإمارات، والمقاومة التهامية، وهي من أبناء الحديدة وتعتبر موالية للرئيس هادي، والثالثة تحمل اسم المقاومة الوطنية، ويقودها العميد طارق محمد علي صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ووصول الرئيس هادي إلى أبو ظبي اليوم في إطار مصالحة بين الجانبين إنهاء للقطيعة، يؤكد على مرحلة جديدة في هذه الحرب الدموية.


دولة الإمارات العربية المتحدة التي تلعب دورا قياديا بارزا في هذا التحشيد، وإدارة الهجوم المتوقع على الحديدة حددت مهلة تنتهي منتصف الليلة للقوات الحوثية للانسحاب من الميناء، وإلا عليها مواجهة الهجوم الكاسح، ويبدو أن الرئيس هادي سيكون عنصرا فاعلا في غرفة العمليات التي ستقود هذا الهجوم من أبو ظبي.


جماعة “أنصار الله” الحوثية التي تسيطر على الميناء اليمني الاستراتيجي الذي تمر عبره 70 بالمئة من الواردات اليمنية، وكذلك المساعدات الإنسانية ترفض الاستسلام، مثلما ترفض الانسحاب والتهديد الإماراتي، وتؤكد أنها ستتصدى برجولة لأي هجوم، وأبلغت موقفها إلى المبعوث الدولي مارتن غريفيت، الذي يقوم بجهود جبارة لنزع فتيل الأزمة، وتأجيل الهجوم إذا لم يتأت منعه، من خلال تسوية مرضية لجميع الأطراف، وهو ما لم يحدث حتى كتابة هذه السطور.


التحالف العربي الذي يخوض حرب اليمن وتقوده السعودية يتهم الحوثيين باستخدام ميناء الحديدة للحصول على أسلحة وذخائر وصواريخ باليستية قادمة من إيران، ولذلك يريد فرض سيطرته على الميناء لقطع هذه الإمدادات وإجبارهم للجلوس على مائدة المفاوضات، أي الاستسلام بمعنى آخر، وتقول بعض التسريبات الأخيرة أن المبعوث الدولي يطرح صيغة تسوية تفيد بمقايضة نزع الصواريخ الباليستية الحوثية مقابل وقف الغارات الجوية للتحالف، ومن ثم العودة إلى مائدة المفاوضات.


هناك أكثر من 600 ألف مدني يعيشون في المدينة شبه المحاصرة، وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن ربع مليون منهم قد يواجهون الموت في حال اندلاع شرارة الحرب، وأكثر من سبعة ملايين في الشمال اليمني سيواجهون خطر الموت جوعا في حال توقف الإمدادات الغذائية والدوائية نتيجة غلق الميناء وهو أمر مؤكد في حال حدوث الهجوم.


مصادر في الأمم المتحدة أكدت لـ”رأي اليوم” أن جميع الوساطات التي يقوم بها مبعوثها وصلت إلى طريق مسدود، وأن الهجوم على الحديدة بات وشيكا، بينما أكدت مصادر الحوثيين في الوقت نفسه للصحيفة أن قواتهم ستقاتل حتى الموت لمنع تقدم القوات الموالية للتحالف في المدينة والسيطرة عليها بالتالي، ولم تستبعد الرد بإطلاق صواريخ باليستية على مدينتي أبو ظبي ودبي، وإذا جرى تنفيذ هذا التهديد فإنه سيكون هذا القصف الأول من نوعه منذ بداية الحرب قبل ثلاث سنوات.


استيلاء قوات التحالف السعودي الإماراتي وحلفائها على مدينة الحديدة سيكون نقطة تحول رئيسية في الحرب اليمنية، ومقدمة لحصار خانق ضد المناطق الشمالية، وصعدة وعمران وحجة على وجه الخصوص قد يؤدي إلى كارثة إنسانية.


الحديث عن هذه الحشودات الضخمة، ومن بينها قوات سودانية يزيد تعدادها عن خمسة آلاف جندي يتبعون القوات الخاصة، ربما يأتي في إطار الحرب النفسية، وورقة ضغط على “أنصار الله” للتنازل عن السيطرة الكاملة على الحديدة، الميناء اليمني الاستراتيجي الأهم، ولكنه تهديد حقيقي يجب أخذه بكل جدية، لأن حركة “أنصار الله” الحوثية لن تقبل أي تسوية لا تناسبها، وهي في الوقت نفسه لا تخشى الحرب لأنها تدرك جيدا أن التخلي عن الحديدة يعني فتح أبواب صنعاء العاصمة أمام قوات التحالف.


مصير الحديدة سيكون عاملا رئيسيا في تحديد مستقبل الحرب اليمنية سلما أو حربا، ولكن من المستبعد أن ترفع حركة “أنصار الله” الحوثية الأعلام البيضاء استسلاما، لأن الشيء الأبرز الذي يجيده مقاتلونها، وربما الوحيد، هو القتال أولا، والقتال عاشرا.